منذ 1 سنة
- عمان : «وين كنتي مخباية قبل؟».
بهذه الكلمات استقبل النجم كاظم الساهر المطربة المصرية مروة ناجي في برنامج «ذا فويس»، وذلك بعد لفة رباعية حماسية يعرفها متابعو البرنامج جيداً. سؤال الساهر، أو بالأحرى دهشته، كانت محور اهتمام جمهور الإعلام الجديد، في العالم العربي .
نحن أمام موهبة من الصعب إنكار حجمها، وهي ليست سيدة بعيدة عن الشأن العام، إذ انها زوجة رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب، أحمد مجاهد. كما أنها ليست مغمورة إلى ذلك الحد، فهي صاحبة تجربة عريضة مع الغناء في دار الأوبرا المصرية، وسبق لها الغناء بصحبة وفي حضرة «أسطوات» الأغنية. ليس ذلك فحسب، فالمطربة السكندرية «الصاعدة» لها صفحة على موقع «موالي» أحد أكبر المواقع في تجميع الأغنيات العربية والمصرية على وجه الخصوص. وفي صفحتها 25 أغنية كلها من أمهات المكتبة الغنائية. كما أنها ليست فتاة صغيرة، إنها سيدة تبلغ من العمر 35 عاما قضت نصفه تقريباً في الغناء، بحسب الناقد في جريدة السفير مؤمن المحمدي.
كلّ ما سبق، يجعل السؤال العفوي المندهش الذي صدر عن كاظم الساهر مشروعاً، مما جعل الكثيرين يطرحون السؤال بعشرات الطرق لكن يبقى المضمون: أين كانت مروى مختفية كلّ تلك السنوات؟ مروى ليست حالة فريدة في هذا، إذ أنّ هناك عدداً كبيراً من مطربي الأوبرا على هذه الحال. هناك رحاب مطاوع، وريم كمال، وأحمد عفت على سبيل المثال لا الحصر. وريم كمال تحديداً غنّت في تجربة لم تتكرّر، وهي عبارة عن ألبوم أصدرته شركة «صوت الفن» (التي كان يملكها الموسيقار محمد عبد الوهاب والعندليب عبد الحليم حافظ ثم لم يعد لها وجود).
وتضمّن الألبوم مشاركة عدد من مطربي الأوبرا، كان ذلك قبل عشرين عاماً. وكلّ ذلك تجسيد لفكرة بسيطة، الفن صناعة، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وجودة المنتج ليست كل شيء، بل إن تعريف جودة المنتج نفسه بحاجة إلى المراجعة. يقولون: إذا أردت أن تستثمر، فإن أغلب رأسمالك يجب أن تضعه في الدعاية.
ما يقرب من عشرين سنة، ومروى ناجي تغني وتغني وتغني، لم تتقدم سوى خطوات غير محتسبة. وفي ثلاثين ثانية فقط على الشاشة، أصبحت حديث الإعلام الجديد والتقليدي... وذلك لأن تلك الثواني ليست في أي مكان. فلدينا هنا أربعة نجوم من الصف الأول، وبرنامج احترافي أُنفقت من أجله الملايين، ونسبة مشاهدة عالية. فنصف الدقيقة هنا تساوي عشرين عاماً ولا عجب. تبرز هنا أيضاً في هذه التجربة، أهمية السياق الذي نعرض المنتج في حدوده. قد يكون مفهوماً أن تغني مطربة أغنية قديمة من خلال برنامج لاختبار الأصوات الجيدة، أو حتى أمام لجنة استماع، لكن لماذا يغنون في الأوبرا أغنيات قديمة فحسب؟
لا توجد تعليقات متاحة.
اكتب تعليق