منذ 1 سنة
-عمان:قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد في تصريحات أذيعت الأربعاء إن مسؤولي أجهزة استخبارات بعض البلدان الغربية المناهضة للرئيس بشار الأسد زاروا دمشق لمناقشة التعاون الأمني مع حكومته، فيما تجتمع الجهات المانحة للسوريين في الكويت في اكبر عملية جمع اموال بتاريخ الامم المتحدة.
وقال مقداد في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي "لن أدخل في التفاصيل ولكن الكثيرين منهم زاروا دمشق بالفعل".
وقال مقداد إن هذه الاتصالات تظهر فيما يبدو وجود خلاف بين السلطات السياسية والمسؤولين الأمنيين في بعض البلدان المناوئة للأسد.
وقد ساندت القوى الغربية المعارضة السورية بالكلمات لكنها أحجمت عن تقديم مساعدات مادية مع استغلال جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة لفراغ السلطة في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وتشعر البلدان الغربية بالقلق لوجود جهاديين إسلاميين أجانب في صفوف مقاتلي المعارضة سافروا الى سوريا للانضمام إلى القتال الذي مضى عليه قرابة ثلاثة اعوام للإطاحة بالأسد.
وقال مقداد "بصراحة لقد تغيرت الروح". مضيفا إن العديد من الحكومات الغربية قد استوعبت اخيرا ان ما من بديل لقيادة الرئيس بشار الأسد.
وأضاف قوله إنه حينما تطلب هذه البلدان التعاون الأمني مع سوريا فإن هذا علامة فيما يبدو على انفصام بين القيادات السياسية والأمنية.
وسئل مقداد هل يؤكد أن الاستخبارات البريطانية أجرت اتصالات مع سوريا فرد بقوله "تلقينا طلبات من عدة دول. بالطبع البعض منهم ينتظرون ما سيسفر عنه مؤتمر جنيف والبعض يقولون إنهم يستكشفون الاحتمالات بينما يقول البعض الآخر إنهم يرغبون بالتعاون معنا امنيا لأن الإرهابيين الذين يرسلونهم من اوروبا الغربية الى تركيا ثم الى سوريا تحولوا الى مصدر تهديد لهم".
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تمتنع عن التعليق على الامور الاستخبارية، ولكن كبيرة مراسلي بي بي سي الدوليين ليس دوسيت قالت إن مصادر عليمة اكدت حصول اجتماعات بين المسؤولين الاستخباريين السوريين والغربيين.
من جانب اخر يجتمع حوالى سبعين بلدا و24 منظمة دولية في الكويت الاربعاء بمبادرة من الامم المتحدة التي تسعى الى اكبر عملية تمويل في تاريخها لاغاثة وضع انساني ملح في سوريا حيث يعاني 13 مليون شخص من النزاع الذي يدمر بلادهم.
وتتوقع الامم المتحدة التي تحاول جمع مبلغ 6.5 مليار دولار ان تتجاوز اعداد اللاجئين السوريين اربعة ملايين شخص بحلول نهاية العام 2014.
وقد اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي سيترأس المؤتمر، في تصريح لوكالة الانباء الكويتية ان الوضع في سوريا بلغ مرحلة حرجة.
وقال بان الذي سيراس الاجتماع الثاني الدولي للمانحين في الكويت ان "قرابة نصف السكان متضررين (...) اربعين في المئة من المستشفيات تعرضت للتدمير في حين لا تستطيع عشرين بالمئة اخرى تدبير امورها بشكل طبيعي".
ويعقد اجتماع الكويت الذي يستمر يوما واحدا قبل اسبوع من موعد مؤتمر جنيف 2 الهادف الى التوصل لحل سياسي للنزاع تصر المعارضة على ان يتضمن رحيل الرئيس بشار الاسد.
ومبلغ 6.5 مليار دولار اكبر ربع مرات من ذلك الذي تعهد المشاركون تقديمه (1.5مليار) في المؤتمر الاول في الكويت قبل عام. وقد اعلنت الامم المتحدة انها تلقت سبعين في المئة من قيمة هذه التعهدات.
من جهتها، اكدت فاليري اموس مديرة عمليات الاغاثة في الامم المتحدة "لقد طلبنا جمع مبلغ 6.5 مليار دولار".
واضافت "سنبذل قصارى جهدنا للعناية بالاطفال والنساء والرجال الذين يصيبهم هذا النزاع الدامي، والتمويل الذي نحتاج اليه لا سابق له".
وتؤكد الامم المتحدة ان هذه المبالغ ضرورية لتمويل عملياتها في داخل سوريا وخارجها مع مقتل 126 الف شخص ولجوء 2,6 مليون الى دول مجاورة ونزوح ستة ملايين اخرين داخل بلدهم.
وخلال اجتماع في الكويت الثلاثاء تعهدت منظمات غير حكومية بتقديم 400 مليون دولار للمساعدة في اغاثة المدنيين السوريين المتضررين من جراء النزاع المستمر في بلادهم. وتعهدت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ومقرها الكويت بتقديم 142 مليون دولار بينما تعهدت المنظمات الاخرى المشاركة في الاجتماع بالمبلغ المتبقي.
بدوره قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي وصل الى الكويت ليل الثلاثاء الاربعاء للمشاركة في هذا المؤتمر ان بلاده ستعلن خلال المؤتمر عن "تعهد اضافي بشأن الازمة الانسانية" في سوريا والتي قدمت من اجلها حتى الان اكثر من 1,3 مليارات دولار من المساعدات الانسانية، بينها 700 مليون دولار خصصت للداخل السوري.
لا توجد تعليقات متاحة.
اكتب تعليق