منذ 1 سنة
-عمان:تحت غطاء تبادل الاتهامات الحادة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول انتفاضة فلسطينية جديدة، وحول مقاطعة اقتصادية محتملة ضد إسرائيل، حصل الكثير من التفاعلات في الأيام الأخيرة، وبرزت ملامح أزمة حادة في العلاقة بين الدبلوماسية الأمريكية وتل أبيب.
الوزير كيري، تفاعلًا مع تنامي الخلاف المشار إليه، أصدر أمرا لرئيس الفريق العسكري الذي يعد خطط الأمن توطئة لتسوية سياسية إسرائيلية فلسطينية بإعادة التقويم حول الترتيبات الأمنية الأمريكية المقترحة لمنطقة الحدود بين إسرائيل والفلسطينيين والأردن في غور الأردن.
هذه الترتيبات يشرف عليها الجنرال الأمريكي جون آلين قائد قوات الناتو في أفغانستان سابقا، الذي يرأس طاقما يتألف من 90 ضابطا ومن خبراء الأمن والاستخبارات الأمريكان، بعضهم يعمل من واشنطن، وبعضهم الآخر من إسرائيل. كيري، حسب تقارير استخبارية واعلامية، طلب من آلين أن يفحص من جديد جميع جوانب المقترحات التي أعدها بالنسبة لترتيبات الأمن في غور الأردن، وعلى الأخص التركيز على فحص النقطة المتعلقة بامكان الاعتماد فقط على الوسائل الإلكترونية المتقدمة للاستخبارات الإلكترونية والبصرية وطائرات مسيّرة وأقمار صناعية، لتأمين الحدود، من دون أن يكون هناك تدخل من قوات عسكرية ترابط في المنطقة، وهل يمكن تموضع قوات عسكرية على طول نهر الأردن؟.
إسرائيل وجيشها يرفضان الموافقة على انسحاب عسكري من غور الأردن وإخلاء المستوطنات الإسرائيلية من هناك، بدعوى أن الوسائل الاستخباراتية، مهما كانت متقدمة، فهي لا تستطيع ضمان أن يبقى نهر الأردن غير قابل للعبور والاختراق.
الأمر الصادر عن كيري بإعادة تقويم الوضع من جديد وتقديم استنتاجات في أسرع وقت، لم تأت بسبب معارضة المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية للخطة الأمريكية فقط، وإنما بسبب معارضة أكثر حدة للخطة من جانب جلالة الملك عبدالله الثاني.
التقارير الأمريكية تحدثت عن معارضة شديدة لجلالة الملك عبر رسائل إلى إدارة أوباما، بأن الأردن يعارض بشدة خطط وزير الخارجية كيري لتسوية سياسية أمنية بين إسرائيل والفلسطينيين، نظرا لأن هذه الاتفاقيات تتجاهل تماما المشكلات التي تثيرها بالنسبة للمستقبل السياسي والأمني للمملكة الأردنية، وكذلك تتجاهل سلسلة من الاتفاقيات التي وقعت بين إسرائيل والأردن بضمانة ودعم أمريكي.
المصادر تشير إلى أن المعارضة الأردنية لخطة كيري، تقوم على ثلاث نقاط رئيسية أبرزها:
-الأردن يعارض إقامة منظومة استخباراتية إلكترونية على طول حدوده الغربية وعلى طول نهر الأردن، ويرى بأن مثل هذه المنظومة ستحول المملكة إلى دولة مكشوفة بأكملها للمنظومات الأمريكية.
..في الأيام الأخيرة صعد الأردن من هذه الرسالة إلى واشنطن، وهو يقول الآن وبشكل علني أنه لا يوافق على الإطلاق على مرابطة أو تدخل قوات اجنبية من أي نوع كانت على طول نهر الأردن.
-الأردن يهاجم أيضا الخطط الأمريكية بالنسبة للقدس، وهذا لأن واشنطن تتجاهل موقف وضع الأردن في الأماكن المقدسة وعلى الأخص في جبل الزيتون. الأردن في السياق يشير إلى اتفاق وادي عربة الذي وقع عام 1994، وحسب ما يقوله الأردن فإن إسحاق رابين وإسرائيل من خلاله اعترفا بالوضع الخاص للأردن في منطقة المسجد الأقصى.
الرئيس الفلسطيني وقع عام 2013 تفاهمات مع الأردن بالنسبة لمنطقة المسجد الأقصى حيث اعترف الفلسطينيون بالوضع الخاص للأردن في الأماكن المقدسة. ويطالب الأردن بأن يتحول وضعه في منطقة المسجد الأقصى إلى جزء من أية اتفاقيات يقترحها جون كيري.
جلالة الملك يرى أنه لا يمكن عرض أي حل حتى لو كان جزئيا للقضية الفلسطينية وللفلسطينيين من دون أن توضع في الحسبان قضية اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في الأردن، الذين يصل عددهم أكثر من مليوني مواطن بين 7 ملايين مواطن هم سكان الأردن.
لا توجد تعليقات متاحة.
اكتب تعليق