BESTA CMS TEMPLATE1

التصميم الأول

اقتصاديات الصحة - القاعدة تتقهقر في سورية وتتقدم في العراق
منذ 1 سنة

- عمان : بات مقاتلو تنظيم القاعدة في مشهدين مختلفين بين تقهقر في سورية على يد مقاتلي الجبهة الإسلامية الجديدة وحلفائهم، وتقدم في العراق على وقع التداعيات التي تلت تفكيك إضراب الأنبار بحيث باتت مدينة الفلوجة في قبضة التنظيم، ما تزامن مع حركة نزوح جماعي خشية قتال يفتك بالمدنيين.
فبينما يخوض مقاتلو القاعدة حربا متشعبة على جبهات متعددة بين سورية والعراق ضد أعداء كثر، أطلق مناوئوهم الرئيسيون في سورية ما يسمونه "الثورة الثانية" ضد المسلحين التابعين لتنظيم القاعدة بعد اتهامهم بارتكاب انتهاكات وحشية.
واعتبر إعلان المسلحين والنشطاء السوريين، الحرب على تنظيم القاعدة، مسعى لاستعادة وهج الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، "وتخليصها من شبهة الإرهاب التي يسوقها النظام صفة لكل المقاتلين قواته والميليشيات الداعمة له".
وحسب وكالتي الصحافة الفرنسية ورويترز ومواقع إخبارية عربية، فإن معارك شرسة تندلع منذ الأربعاء الماضي في مناطق شمال سورية منذ أعلنت جماعة "جيش المجاهدين" التي تشكلت حديثا الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، حيث يشارك تحالفان رئيسيان من المعارضين المسلحين في هذه المعركة.
وكتب إبراهيم أدلبي، الناشط في المنطقة الشمالية الغربية من سورية والمقرب من المعارضين على صفحته على فيسبوك "اليوم عادت الثورة الى مسارها الصحيح وبدأت اشعة الشمس تشرق على سورية الحبيبة".
كما كتب عمار من مدينة اللاذقية على فيسبوك يقول "3 كانون الثاني (يناير) 2014: انطلاق الثورة السورية ضد داعش".
ويتهم نشطاء ومعارضون مسلحي داعش بفرض أحكام جائرة على المناطق التي يسيطرون عليها حيث يقومون بإعدامات علنية وعمليات خطف واغتيالات للمسلحين والمدنيين المناوئين لهم.
واتهم بعضهم "داعش" بالتآمر مع النظام السوري لتشويه الحركة الاحتجاجية ومنع الدول الغربية من التدخل بشكل أكبر لصالح المسلحين المعارضين للنظام.
ويبدو أن المحرك وراء العمليات القتالية الأخيرة كان تعذيب وقتل الطبيب حسين السليمان المعروف باسم أبو الريان هذا الأسبوع.
وقال ناشط في إدلب يعرف باسم أبو ليلي أن داعش "تستفيد من نظام الأسد" الذي أكد على الدوام أن النشطاء والمسلحين هم "إرهابيون".
وقال أبو ليلى إن عناصر تنظيم داعش المرتبط بتنظيم القاعدة "استولوا على الطرق التي كانت تحت سيطرة المقاتلين المحليين، وبعد ذلك انسحبوا ليفتحوا الطريق أمام الجيش (السوري النظامي). كما استولوا على المعابر الحدودية للسيطرة على الشحنات العسكرية التي تصل الى المعارضة المسلحة. لقد ضاق الناس ذرعا بهم".
ورأى أرون لوند الخبير في الحركة الاحتجاجية السورية أن رؤية داعش بأنها ليست مجرد جماعة متمردة ولكنها دولة إسلامية ناشئة تحكم بمذهب إسلامي متشدد للغاية، جعل الجماعات المسلحة المعارضة الأخرى تنفر منها.
وقال لوند المحرر في موقع "سورية في أزمة" التابعة لمعهد كارنيغي انداومينت "نرى ما تراه الجماعات الأخرى وهو: لقد منحنا داعش فرصة تلو الأخرى، ولكنهم لم يتركوا للصلح مكانا".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 36 عنصرا من الدولة الإسلامية في العراق والشام ومناصريها قتلوا خلال اشتباكات جرت مع مقاتلي المعارضة السورية في ريف حلب الغربي وريف إدلب الغربي الشمالي.
وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان أصدره السبت عن دعمه "الكامل" للمعركة التي يخوضها مقاتلو المعارضة ضد الجهاديين المنتمين الى تنظيم القاعدة الذين كانوا قد تحالفوا معهم سابقا.
إلا أن أنصار داعش اتهموا المسلحين المعارضين الآخرين بخيانة الجماعة، ووصف أحد أنصار داعش النشطاء بأنهم "مرتزقة" وقال آخر "الى الذين يلتزمون الصمت في وجه ما تتعرض له داعش، أنتم التالون".
وكان الرئيس السوري أكد من بداية الحركة الاحتجاجية أنه يقاتل ضد إرهابيين أجانب، إلا أن المعارضين يقولون إن النظام السوري غض الطرف عن داعش ولاحق النشطاء السلميين والمعارضين الأكثر اعتدالا.
وقال سلمان شيخ المفكر في مركز بروكنغز الدوحة أن القتال ضد داعش يوضح أن "سورية والإرهاب لا يجتمعان" وأن المسلحين المعارضين لداعش وللأسد بحاجة الى المزيد من الدعم الدولي.
ويخشى الغرب في أن تقع الأسلحة التي يرسلها الى المسلحين المعارضين في أيدي الجهاديين.
وقال شيخ "لقد يئس العديد من السوريين من العالم، وشعروا بالحاجة الى استعادة ثورتهم بأيديهم رغم المخاطر المنطوية على ذلك".
أما في الفلوجة العراقية، فقد خسرت القوات الأمنية العراقية أمس، مدينة الفلوجة التي تعرضت لعدوانيين أميركيتين بهدف قمع مقاومي الاحتلال، بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن الاشتباكات تواصلت في مدينة الرمادي المجاورة، حيث حققت القوات الأمنية مدعومة بمسلحين من العشائر تقدما في المناطق التي سيطر عليها منذ الخميس مقاتلو تنظيم داعش، الفرع العراقي والسوري لتنظيم القاعدة.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في محاولة لنزع فتيل التوتر الأمني في الأنبار بعيد فض الاعتصام المناهض له، دعا الثلاثاء الجيش الى الانسحاب من المدن، لكنه عاد وتراجع عن قراره الأربعاء معلنا إرسال قوات إضافية الى هذه المحافظة بعد دخول عناصر القاعدة على خط المواجهة.
وكانت محافظة الأنبار التي تسكنها غالبية من السنة وتتشارك مع سورية بحدود بنحو 300 كلم، إحدى أبرز معاقل تنظيم القاعدة في السنوات التي أعقبت اجتياح العراق العام 2003، وحتى تشكيل قوات الصحوة في أيلول (سبتمبر) العام 2006.
وبحسب موقع "اي كاجولتيز"، فإن نحو ثلث الخسائر البشرية للقوات الأميركية في العراق كان في الأنبار، وكانت الجماعات المسلحة تستعيد نفوذها فيها بعد عامين على الانسحاب العسكري الأميركي من البلاد.
ويقول تشارلز ليستر الباحث في مركز بروكينغز الدوحة لفرانس برس إن "قوة وسيطرة الجماعات المتطرفة على الأرض تتوسع في الأنبار منذ بعض الوقت".
ويضيف أن عملية إزالة الاعتصام السني المناهض للحكومة والذي كان يطالب باستقالة رئيس الوزراء المتهم باتباع سياسة تهميش بحق السنة، دفعت العشائر السنية للدخول في نزاع مع القوات الأمنية "وقد نجح تنظيم داعش في ركوب موجة الغضب السني هذه".


لا توجد تعليقات متاحة.

اكتب تعليق

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار [website] علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الإلكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
منوعات