BESTA CMS TEMPLATE1

التصميم الأول

حوادث - الزهايمر يفتك في الحكومة ومفاصل النظام السياسي الأردني
منذ 1 سنة
الزهايمر يفتك في الحكومة ومفاصل النظام السياسي الأردني الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة يلحظ المتتبع للشؤون السياسية الدولية والمحلية التباين الواضح في أعمار من يتولون المواقع القيادية المفصلية في الدول المتقدمة والنامية. ففي حين تجد قادة أكبر وأقوى دول في العالم كالولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا تقلدوا مواقعهم في أعمار لم تتجاوز خمسون عاما فإن الدول النامية يبدوا أنها لا تثق بالشباب وما زالت تؤمن بالمثل القائل " أكبر منك بيوم أعرف منك بسنة" .ولذلك تجد في مثل هذه الدول القادة على مستوى رؤساء الوزارات والوزراء ومجالس الشيوخ وقادة السلطة القضائية والجيش والدرك وغيرها هم ممن نال منهم الدهر وسلب منهم الزمن ما سلب من لب وتركيز وتذكر وتخيل وغير ذلك من أعراض الزهايمر الفتاكة. قوانين التقاعد المدني والضمان الاجتماعي وقوانين العمل وعلم الطب وتجارب الناس وملاحظاتهم من واقع الحياة كلها تؤكد على أن سن الستين هو السن المناسب للتقاعد وأن الأفراد "مع بعض الفروق الفردية" تبدأ قدراتهم الذهنية والجسدية تتراجع بشكل واضح وبوتيرة متسارعة بعد هذا السن .فالقدرة على التركيز والربط والتحليل والقياس والاستنتاج وربما الاستقراء تتراجع مع العمر وهذه سنة الله في خلقه وقد أنبئنا رب العزة عن ذلك في محكم كتابه العزيز. القضية تكمن في خطورة استمرار هؤلاء ممن بلغوا من العمر عتيا في إشغال مفاصل الدولة ومراكزها الهامة التي تتولى أمر المواطنين وترسم مستقبلهم وفق إرادة المسنين من أولي الأمر والنهي الذين بدأت قدراتهم في التراجع . ففي الأردن على سبيل المثال يقرر لنا الدكتور النسور الذي تجاوز عمره خمسة وسبعون عاما طباقا سياساتنا المتصلة بالطاقة والطرق والمديونية والأسعار والتعيينات. أما على الصعيد النووي فإن الدكتور خالد طوقان الذي تجاوز الخامسة والستين عاما من عمره المديد الذي أفناه في المناصب القيادية في الدولة الأردنية يحدد عبر نفوذه وتغلغله واتصالاته مع أولي الأمر يحدد لنا استخدام الطاقة النووية ويقرر لنا إنشاء مفاعلات نووية تقوم ألمانيا وعدد من الدول المتقدمة بالخلاص التدريجي منها لخطورتها وحين احتج بعض الأردنيون على ذلك شتمهم واتهمهم بانهم" زبالين وحمير". بالطبع طوقان والنسور سيقولان بأن ذلك سيتم من خلال موافقة ممثلي الشعب الأردني ونحن نقول أن المفاعل سيتم إنشاءه لأن نفوذ الدكتور النسور وخالد طوقان أكبر من نفوذ وقوة النواب والبرلمان الأردني. أما على صعيد رئاسة السلطة التشريعية فحدث ولا حرج فالسيد عبدالرؤوف الروابدة تجاوز الخامسة والسبعين من عمره ورئاسة مجلس النواب ليست أكثر فتوة من ذلك ورئاسة السلطة القضائية هي مخصصة حصريا لمن تجازوا الخامسة والسبعون عاما ورؤساء بعض الجامعات لم يعودوا يتذكروا الجهات الأربعة فكيف يمكنهم أن يجعلوا من جامعاتهم قوى فاعلة في تغيير وتطوير المجتمع . بعض الوزراء في حكومة عبدالله النسور ومن سبقه كهول يمضون وقتهم في مكاتبهم يبحثون عن شاحن التلفون الخلوي و جرعات دوائهم تارة أو التنقل بين مكاتبهم والتوليت تارة أخرى. مواقع سياسية واقتصادية وإدارية هامة في النظام السياسي الأردني يقود زمامها من هم أكثر الناس عرضة للزهايمر والقراء الكرام يدركون تماما خطورة هذا المرض وإمكانية أن يجعل أولي أمرنا ورؤساء حكوماتنا ووزرائنا ورؤساء سلطاتنا السياسية من المسنين أن يتخذوا قرارات هامة ومفصلية تؤثر على مستقبل بلدنا وأجيال الأردن المستقبلية سواء كان على شكل مفاعلات نووية أو اتفاقيات دولية أو توطين أو تحالفات مع أطراف "سيسية " أو استثمارات بائسة أو بيع مقدراتنا لجهات خارجية أو غير ذلك مما يهلك الحرث والنسل. الزهايمر مرض معروف ولا علاج له وكثير من الناس معرضين له مع التقدم في العمر ولكن الجانب الخطير يكمن في أن تكون كثير من قياداتنا من المسنين الذين بدا الزهايمر في الفتك فيهم أو مرشحون للإصابة الوشيكة بهذا المرض العضال. الأردن فيه من القيادات الشابة التي تتمتع بالكفاءة الكبيرة ولكنها تستثنى وتستبعد بحجة أن هذه القيادات لا يتوفر فيها النضج وكأن النضج والكفاءة محصورة بالمسنين "الزهايمريين" وقد تناسوا أن دورة تدريبية أو كورس مكثف واحد لمدة خمسة شهور قد يكسبك خبرات أشخاص أمضوا ثلاثون عاما في تعلم ما لديهم بطريقة التجربة والخطأ. وينبغي أن لا يفهم من كلامنا أننا لا نحترم كبار السن فهذا أمر حث عليه ديننا الحنيف وتقاليدنا الاجتماعية. ما نود قوله هنا أن الحكومة الأردنية ومعظم وزرائها ورؤساء سلطات النظام السياسي الأردني بلغوا من العمر عتيا وليس لديهم قدرة على قيادة بلدنا في هذه الأوقات الصعبة. قياداتنا الحكومية يمكن تصنيفها بانها إما مصابة بالزهايمر أو معرضة للإصابة بهذا المرض الخطير مما قد يؤثر على رؤيتها وقدرتها على اتخاذ قرارات صائبة وصحيحة. في بلدنا لإ مكان لقادة عالميين أمثال أوباما وكاميرون وعاطفة يحيى آغا ونيكولا جرونسيكي ورزفلت سيكريت وغيرهم ممن لم يتجاوزا سن 48 عندما توليهم أعلى المواقع القيادية في بلادهم .نعم لا مكان للشباب في قيادة الأردنيين لأننا ما زالت تسيطر علينا خرافة أن الحكمة والمعرفة والقيادة والنضج هي حكر على كبار السن متناسين إمكانية إصابتهم بالزهايمر دون إدراك منهم لتأثير ذلك على قرارتهم على الوطن.

لا توجد تعليقات متاحة.

اكتب تعليق

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار [website] علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الإلكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
منوعات