BESTA CMS TEMPLATE1

التصميم الأول

مقالات مختارة - لاجئون سوريون ينضمون إلى قائمة العمالة الوافدة وعمالة الأطفال في الأغوار
منذ 1 سنة
- عمان : يستيقظ عشرات الأطفال السوريين صباح كل يوم، يتسابقون لحجز مواقع على جانبي الطريق الرئيس في الغور لبيع ما جمعته أسرهم اللاجئة من محصول البندورة من المزارع التي تعمل فيها، وسط مخاطر تعرضهم للدهس على طريق يشهد حركة سير كثيفة خصوصا من قبل الشاحنات. تضطر أسر لا تجد ما تقتات عليه وتعاني آثار اللجوء، للعمل، لتصبح أرقاما جديدة في قائمة العمالتين، الوافدة غير المرخصة وعمالة الأطفال. وتقطن تلك الأسر في خيم تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة داخل المزارع وعلى جوانب الطرق الرئيسية معتمدة على البرك الزراعية لتوفير حاجتها من مياه الشرب، فيما تستخدم الحطب لتجهيز الطعام. وتشير مصادر تربوية إلى أن نسبة الأمية بين قاطني الخيم في منطقة الأغوار تتجاوز 80 % بسبب عدم إرسال أبنائهم إلى المدارس وقيام تلك الأسر بالرحيل من منطقة الى أخرى بحثا عن العمل. وتتحدث الطفلة السورية فاطمة في الثالثة عشرة من عمرها بأنها تعمل في المزارع مع مجموعة من أقرانها منذ 6 أشهر لتوفير المال اللازم لشراء الطعام لأسرتها. وتضيف أنها تنتظر بعد انتهاء عملها حافلة تنقلهم الى أحد مراكز غور الصافي لتعليم القراءة والكتابة، قائلة "إنها تحلم بأن تلتحق بالمدرسة لكنها لا تستطيع بسبب حاجة أسرتها للعمل لكسب المال". ويشير السوري أبو خالد إلى أن أطفاله يجلسون على جانب الشارع الرئيسي لبيع ما تم جمعه من محصول البندورة لمستخدمي الطريق، فيما يعمل هو في قطف المحصول مقابل 6 دنانير يوميا، مشيرا إلى أنهم يعيشون في ظروف صعبة وبالكاد يؤمنون لقمة العيش. وتشهد مناطق الأغوار في فصل الشتاء منذ تصاعد أعمال العنف في سورية لجوء مئات الأسر السورية التي تعمل في قطاف محصول البندورة الذي يشكل ما نسبته 95 % من إجمالي المزروعات في الأغوار. ويؤكد موسى جمعة أحد المزارعين أن أطفال سورية ضحايا الأحداث الجارية التي حرمتهم من أبسط مظاهر الحياة التي يتمتع بها الأطفال، إذ يقضي هؤلاء الأطفال وقتهم في بيع الخضار على جوانب الطرق الرئيسية الى جانب العمل في المزارع مقابل أجر زهيد. فيما أسهم تعاطف مزارعي الأغوار الجنوبية مع مئات الأسر السورية في حرمان عدد من فتيات الأغوار من فرصة العمل في المزارع. وأبدت عاملات زراعيات استياءهن من قيام أصحاب ذات المساحات الواسعة باستخدام العائلات السورية التي تستعطفهم، بأنهم بحاجة للعمل مقابل تأمين لقمة العيش لأبنائهم، مشيرات إلى أن أصحاب المزارع قاموا بتسكين تلك العائلات داخل وحداتهم الزراعية ويعملون بأجر يومي لا يتعدى 5 دنانير. وأشارت عاملات من الأغوار أن أغلبهن يتقاضين من صندوق المعونة الوطنية ويعتمدن على العمل خلال الموسم الشتوي في قطف المحاصيل الزراعية في المنطقة التي تعتبر واحدة من جيوب الفقر العشرين في المملكة وترتفع فيها نسبة البطالة خصوصا بين الفتيات، مشيرات إلى أن غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية ساهم في زيادة عدد العاملات السوريات المخالفات لقانون الإقامة. يذكر بأن منطقة الأغوار الجنوبية تعتبر واحدة من جيوب الفقر العشرين في المملكة وتصل فيها نسبة الفقر إلى 37 % ويتقاضى 1650 منتفعا من صندوق المعونة الوطنية بمبلغ إجمالي يصل لأكثر من 140 ألف دينار بحسب بيانات صادرة عن صندوق المعونة الوطنية ويعمل معظم سكان المنطقة في الزراعة.

لا توجد تعليقات متاحة.

اكتب تعليق

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار [website] علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الإلكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
منوعات