منذ 1 سنة
- عمان : من السهل جداً ان تشعر بالازمة الفنية التي يعيشها الفيصلي في هذه السنوات.. استقراره خامساً مع ختام الموسم الماضي، أو سابعاً في البطولة الحالية ليس كل شيء، بل انظر الى قدرته على تحقيق الاضافة الى المنتخبات الوطنية!
قبل ايام قليلة، سجل منتخب (ت22) الذي يعتبره الجميع مستقبل الكرة الاردنية انجازاً لافتاً بوصوله الى مربع الكبار قارياً، ثم نال برونزية المركز الثالث على حساب كوريا الجنوبية.. نتفق انه مستقبل الكرة الاردنية، لكن اين الفيصلي من كل ذلك؟
اعتمد المدير الفني للمنتخب على تشكيلة ثابتة على امتداد البطولة، والغريب انها خلت تماماً من حضور الفيصلي، ورغم ذلك تحقق الانجاز اللافت، اذاً الكرة الاردنية لم تعد تحتاج رفد الفيصلي للمنتخبات الوطنية، على الاقل في هذه السنوات!
على صعيد المنتخب الاول، ومنذ وصول المدير الفني حسام حسن، فان الحضور «الازرق» في التشكيلة وصل الى اضيق المستويات.. مع مرور الوقت، فان الفيصلي بات مصدراً اساسياً لمد النشامى بحراس المرمى فقط، ونحن نتحدث عن لؤي العمايرة ومحمد الشطناوي ونور بني عطية الذي يقبع احتياطياً بمنتخب (ت22)، في حين يغيب التمثيل عن خطوط الدفاع والوسط والهجوم اذا ما استثنينا شريف عدنان الذي يسجل ظهوره بشكل متقطع.. ومع عدنان حمد كان الوضع ايضاً بنفس الاتجاه، اين الخلل؟
حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب الدوري لم يعد ذلك الفريق الذي عرفناه منذ سنوات، واليوم نحن نتحدث عن المنتخبات من نظرة نادوية من اجل تفصيل مستوى دعم ورفد المنتخبات من مختلف الاندية، لنجد الجزيرة يعود الى سابق عهده، الرمثا يتطور بشكل مستمر.. البقعة والعربي على خريطة الكفاءة، وبطبيعة الحال الوحدات يحافظ على موقعه، لكن اين الفيصلي من كل ذلك؟
لنضع سهام النقد جانباً.. الفيصلي فقد بريقه منذ فوزه بكأس الاتحاد الاسيوي لأول مرة، ومنذ ان دخل المال بقوة الى صندوق النادي، باتت سياسة بناء الفريق الاول ترتكز بالدرجة الاولى على شراء اللاعبين من الاندية الاخرى بعيداً عن مدارس الفئات العمرية والتي ما تزال تبحث عن اهتمام حقيقي ومقنع.
اصبح الفيصلي ناد يصطاد المواهب من الفرق الاخرى باستمرار، ومع دخول البطولات المحلية بعهد الاحتراف، لعبت الفوارق المالية دوراً اساسياً في البداية، الامر الذي وضع الفيصلي بجوار الوحدات وبدرجة اقل شباب الاردن على رأس هرم المنافسة، لكن بمرور الوقت خرج «الازرق» من الحسابات على اعتبار انه واصل سياسة بناء الفريق من التعاقدات في الوقت الذي نجحت فيه الاندية الاخرى بموازنة معادلة شراء اللاعبين مع التصعيد من الفئات العمرية.
صندوق الفيصلي المالي انهك تماماً، ومن هنا غابت التعاقدات «الرنانة»، والفئات العمرية تعجز عن تقديم الاضافة، ومع اعتزال اغلب نجوم العصر الجميل، بدأ حضور الفيصلي يتلاشى على مستوى مختلف المنتخبات الوطنية.
في الاونة الاخيرة، وصلت ادارة الفيصلي الى قناعة بأنها عاجزة عن ابرام تعاقدات من العيار الثقيل كما عودت الجماهير سابقاً، لتتجه الى دوري الدرجة الاولى بحثاً عن طوق النجاه من جهة، ولتؤكد ان سياسة شراء اللاعبين في اوج عطائها من جهة اخرى.. وهنا بيت القصيد.
لك ان تتخيل واقع الفيصلي بعد ثلاث سنوات اذا ما استمرت السياسة بنفس النهج.. غياب الاهتمام بالفئات العمرية، و»انخفاض القوة الشرائية تدريجياً» في الوقت نفسه.. شخصياً، ارى ان خامس الترتيب بالموسم الماضي وسابع الدوري حالياً مرشح لمواقع اكثر «كارثية» مستقبلاً!
متى كانت اخر بطولة نجح الفيصلي في خطفها على مستوى الفئات العمرية، ومن هو «ابن الفريق» الذي صعد من الفرق السنية ونجح في خطف مركز اساسي مع المنتخب الوطني خلال السنوات القليلة الماضية؟.. هي اسئلة توضح مقدار الازمة الفنية التي يعيشها النادي حالياً!
.. نقطة في اتجاه اخر
بين منتخب (ت22) وكتيبة حسام حسن، ظهر تبايناً في الموقف يحتاج للكثير من الدراسة قبل توضيح المسألة.
نتفق ان المدير الفني لمنتخب (ت22) اسلام ذيابات يمتلك وجهة نظر معينة في فريقه وخياراته، لكن ما هو سر ابعاد خلدون الخوالدة عن التشكيلة الاساسية ووضعه اغلب الوقت على مقاعد البدلاء عقب اختياره لتمثيل المنتخب الوطني في غرب آسيا، رغم انه -الخوالدة- كان ركيزة ثابتة في خيارات ذيابات وظهر مراراً في مباريات التصفيات والمواجهات الودية!
لا شك ان مهاجم منتخب (ت22) محمود زعترة لم يكن موفقاً بشهادة اغلب المتتبعين لمسيرة النشامى في كأس اسيا، لكن ذيابات اصر على بقائه وتجاهل عدي خضر الذي بقي حبيساً لـ «الدكة» في جميع المباريات مع ظهوره كبديل بالشوط الثاني!
عموماً، فقد الثنائي الخوالدة وخضر موقعيهما في تشكيلة حسام حسن، ونحن ندرك ان الكرة الاردنية تعيش ازمة حقيقية على مستوى المهاجم الهداف.. نذكر ايضاً ان رجائي عايد الذي ابدع في غرب اسيا مع المنتخب الاول عاد الى «الاولمبي» ثم اتجه لمعسكر دبي ولم يدخل في حسابات ذيابات بكأس القارة.. نحترم وجهة نظره بكل الاحوال، لكن هي مجموعة من الافكار التي لا تقف عند هذا الحد، فالمسألة تتعلق ببناء منتخب قوي للمستقبل وجيل متماسك من اللاعبين، ومن هنا يبدو ان التنسيق بين الاجهزة الفنية لجميع المنتخبات واجب ضروري اذا كان الهدف «مشترك»!
لا توجد تعليقات متاحة.
اكتب تعليق