BESTA CMS TEMPLATE1

التصميم الأول

المائدة الصحية - محللون أردنيون: افتتاح جنيف2 مشحون بخطاب الإنكار
منذ 1 سنة
- عمان : لا يرى مراقبون اختلافا في مشهد الخلاف السوري، عقب بدء أعمال مؤتمر جنيف2 في سويسرا امس، بل يذهب بعضهم إلى أن موقفي المعارضة والنظام، ازداد صلابة، ولا زال كلاهما "يعرّف ما يحدث بسورية بشكل مختلف تماما". كما وشى مضمون كلمتي كل من وزير خارجية سورية وليد المعلم، بأن "لا أحد بإمكانه نزع الشرعية أو إضفائها على الرئيس السوري بشار الأسد"، وكلمة رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا بأنه "لا مجال لبقاء الأسد في الحكم"، بهوة عميقة ما تزال تراوح مكانها بين الطرفين. وبالنسبة للكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي، فـ"لا جديد ولا مفاجآت"، وهو الأمر المتوقع بالنسبة له، في اليوم الأول للمؤتمر الذي احتضنته مدينة مونتيرو. وعن قراءته ليوم امس، رأى انها "مجرد خطابات رسمية وكل طرف يرفع سقفه للحد الأقصى"، ففيما "أصرت المعارضة على رغبتها بتنحي الأسد، وحكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، أصر المعلم على أن هذا الأمر غير قابل للنقاش". وفيما اعتبر الرنتاوي في حديثه لـ"الغد"، ان المواضيع الجوهرية سيتم بحثها يوم غد الجمعة، حيث تجتمع المعارضة مع النظام برعاية الأمم المتحدة وأميركا وروسيا، في مدينة جنيف، إلا أنه رأى ان مجريات أمس، "لا تعني فشل هذه المفاوضات". وأوضح "هي كأي مفاوضات تبدأ بالحد الأقصى من المطالب والشروط وصولا الى الحد الأدنى"، كما أن مؤتمرات جنيف، قد تستمر لأشهر أو سنوات، و"ما سيتم إقراره فيها سيكون على إيقاع ما يجري على الأرض". وحول إن كان كمراقب، لديه تفاؤل بأن يصل المؤتمر إلى توافق يفضي إلى حل سياسي، ولو بعد حين، وصف الرنتاوي المحاولة بأنها "جادة ولكنها صعبة وطويلة المدى.. لا شيء قريب وتحتاج وقتا". وتتوقف أعمال المؤتمر اليوم الخميس، لتعود وتستأنف غدا الجمعة، حيث سيرى المراقبون المواجهة التي طال انتظارها" تتحقق"، بجلوس ممثلي النظام والمعارضة على طاولة واحدة للتفاوض المباشر، وهو الذي قد يستمر من 7 الى 10 أيام، وبعدها ربما جولات أخرى. ولا يثير اجتماع الغد، تفاؤلا لدى الباحث والمحلل السياسي حسن أبوهنية، فما تزال هوة الخلاف عميقة بين الطرفين، فالنظام متمسك وبشكل اكثر صلابة، بروايته القائلة إنه يقود حربا "مدعومة إقليميا" ضد الإرهاب، ولا حديث عن "خطاب إصلاحي أو مصالحة". كذلك فإن المعارضة، ما تزال تتحدث عن أنها تحارب "نظاما فاشيا" وعن دعم إيراني ومن حزب الله للنظام، وتتحدث عن اللاجئين والمشردين، بحسب أبوهنية، في حديث لـ"الغد" أمس. ولا يوجد على واقع الأرض تقدم دائم لأي من الطرفين، لذا تولدت قناعة لدى الجميع مفادها "صعوبة حسم الأمور على الأرض"، والنظام "لا يجد نفسه مكرها لتقديم تنازلات إلا اذا مارست روسيا ضغوطا عليه"، وهو ما لا يحدث وفقا لأبو هنية الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، الذي يعتقد أن غياب هذا الضغط سيؤدي إلى استراتيجية مفاوضات طويلة الأمد. وبين أنه لا يرى "تقدما عن جنيف1 بل ما رآه امس هو تراجع"، مبررا هذه الرؤية، بقوله إن تصريحات الوفد السوري بأن الأسد لن يتنحى "تدل على ان النظام أصبح أكثر تشددا من جنيف1"، كما أن "المعارضة رفعت سقف مطالبها وإنها لا تتفاوض إلا على أساس تنحي الأسد". "هنا، نجد روايتين متناقضتين، ومن الصعب تسوية هذه الخلافات، مهما حدث في الغرف المغلقة، "واضح أن هناك تمترسا في الآراء"، بحسب أبوهنية. ويزيد قائلا إن المعارضة مشتتة، بانقسام سياسي وانقسام آخر بين المعارضة المسلحة، ولا يوجد دعم كاف لما يسمى بالمعارضة، مجرد حديث عن قضايا إنسانية، بينما الحديث عن حل سياسي متكامل، ما يزال بعيدا. "لذا يصعب على الطرفين في الوضع الحالي التوصل لاتفاق سياسي، ينهي المأساة في سورية، فكلاهما يعرف ما يحدث بشكل مختلف تماما". بالنسبة للاجئ السوري الحاج حسين الرملة، الذي كان مختارا لقرية سورية في حماة قبيل لجوئه للأردن، فقد أمضى يوم أمس، منذ الصباح متابعا عن كثب مجريات المؤتمر وخطابات الدول المشاركة، وعلى رأسها خطابي النظام والمعارضة. وقال لـ"الغد"، إنه ومجموعة من اللاجئين، متفائلون بهذا الحدث الأول من نوعه، الذي جمع المعارضة والنظام، والذي حلحل بشكل مبدئي، هذه الأزمة في بلادهم والتي راوحت مكانها منذ حوالي ثلاثة أعوام. وقال "لدينا أمل بأن تتكلل جهود الأطراف المعنية بالخروج بنتيجة، والوصول إلى حل انتقالي يمكننا من العودة لسورية وأن يحل الأمن والسلام"، وقال إنه أيضا يشكر "كل الأطراف المعنية التي جعلت هذا المؤتمر يتحقق". وكان وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة ذكر في كلمته بالمؤتمر أمس، استضافة الأردن لمليون و300 ألف مواطن سوري لجأوا إلى الأردن منذ اندلاع الأزمة في سورية. ووصف الأردن بحكم كونه الأقرب الى سورية، "لديه تقدير دقيق للاوضاع" وأن هذا "رسخ قناعتنا بأن لا حل للازمة السورية سوى الحل السياسي الذي عبرنا عنه بوضوح منذ بداية الأزمة". واعتبر أن المؤتمر "فرصة يجب أن لا تضيع لوضع هذا الحل السياسي على مساره الصحيح"، ما يتطلب وقف القتال والوصول إلى اتفاق "سوري خالص وشامل يحقق التسوية السياسية من خلال التنفيذ الكامل لمقررات جنيف1".

لا توجد تعليقات متاحة.

اكتب تعليق

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار [website] علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الإلكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
منوعات